نداء إلى العمال والشباب الثوريين في الشرق الأوسط

ساندوا النضال ضد السيطرة الإمبريالية، ساندوا الثورة الفنزويلية، التحقوا بالحملة الأممية: ارفعوا أيديكم عن فنزويلا!

  خلال الخمسة عشرة سنة الأخيرة، سيطرت الإمبريالية الأمريكية وحلفائها على الساحة الدولية، وسحقوا بأحذيتهم الحديدية أي بلد أو شعب وقف في طريقهم. الاعتداء على أفغانستان والعراق، الدعم الثابت الممنوح للقوة الإقليمية الإسرائيلية في حربها ضد الشعب الفلسطيني والاعتداء على لبنان، المحاولة الانقلابية ضد الرئيس تشافيز في فنزويلا، سنة 2002... هذه ليست سوى أبرز تجليات السياسة الإمبريالية التي تطبقها الحكومة الأمريكية وحلفائها ضد الشعوب في العالم بأسره.

  وقد وقفت القوى الأخرى تتفرج على الولايات المتحدة وهي تنشر الرعب في العالم، وكل همها هو أن يضمنوا لأنفسهم أكبر نصيب في الغنيمة.

  لقد تحول الوعد ببناء "نظام عالمي جديد"، وبالسلام والتعاون الدولي إلى كابوس بالنسبة لملايير الأشخاص وأظهر الحكم الإمبريالي وجهه الحقيقي الرجعي. إن "الحرب على الإرهاب" هي في الواقع حرب من أجل السيطرة والاستغلال. إن الهدف من هذه الحرب هي تأكيد هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على باقي العالم.

  لقد عملت القوى العالمية الكبرى، عبر استخدام المعاهدات الدولية والمؤسسات العالمية، من قبيل المنظمة العالمية للتجارة، صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، على إجبار البلدان الأضعف على السير في طريق الخصخصة والاقتطاعات من الاعتمادات الاجتماعية وتفويت جميع الموارد الطبيعية والقطاعات الاقتصادية المربحة للرأسمال الأجنبي. ولقد سببت هذه السياسات كوارث اجتماعية في تلك البلدان الواحدة منها بعد الأخرى، بينما ذهبت الأرباح الفاحشة إلى جيوب الشركات المتعددة الجنسيات وعملائها المحليين.

  أمريكا اللاتينية تعيش الاضطرابات، التحدي أمام الإمبريالية الأمريكية

  لكن البحث الجشع على المزيد ثم المزيد من الأرباح، من طرف القوى الإمبريالية، قد قاد أيضا إلى إحداث تغيير عميق في عقول وقلوب ملايين البشر. الشيء الذي أدى إلى نتائج لم يتمكن الإمبرياليون من توقعها. هاهم المسحوقون عمال وفلاحو العالم وشعوبه قد بدءوا يرفعون رؤوسهم مرة أخرى.

  لقد بدأت هذه السيرورة في أمريكا اللاتينية مع الانتصار الذي حققه هوغو تشافيز، سنة 1998، في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية، ثم الانتفاضة التي شهدتها الإكوادور سنة 2000، والانتفاضة الأرجنتينية شهر دجنبر 2001، والتحركات الثورية التي شهدتها بوليفيا سنتي 2003 و2005، والتي أدت إلى الانتصار الساحق الذي حققه زعيم الفلاحين إيفو موراليس، خلال الانتخابات الرئاسية، السنة الماضية.

  لقد عبرت هذه الحركة الجبارة لجماهير أمريكا اللاتينية عن نفسها أيضا من خلال النصر الذي حققه لولا في الانتخابات الرئاسية البرازيلية، سنة 2002 وانتصار "Frente Amplio" [الجبهة الموسعة] في الأوروغواي، وكذلك من خلال حركات اجتماعية هامة في البيرو والتشيلي. وأخيرا، لكن ليس آخرا، الحركة الرائعة للجماهير المكسيكية التي نهضت هذا الصيف لدعم المرشح اليساري لوبيز أوبرادور وضد التزوير الانتخابي الفاضح الذي نظمته الطبقة السائدة المكسيكية والإمبريالية الأمريكية.

  رياح الثورة تهب على أعتاب الولايات المتحدة وينتشر التأثير على جميع البلدان بما فيها الولايات المتحدة نفسها، حيث اندلع هذه السنة، أكبر تحرك جماهيري شهدته الولايات المتحدة منذ الثلاثينات كرد فعل من طرف ملايين العمال الأمريكيين اللاتينيين المهاجرين ضد قانون الهجرة اللاإنساني الذي أرادت الحكومة تطبيقه. الجماهير في كل مكان تناضل وتتقدم إلى الأمام، تتعلم من تجاربها الخاصة، وتسعى بجهد لإيجاد حل للبؤس والاضطهاد.

  تقف الثورة الفنزويلية في الخط الأمامي لهذه المعركة وتلعب دورا حاسما في إحياء آمال الجماهير المستغلة وتعيد لها الثقة بقواها وترفع من تطلعاتها، في كل مكان، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة. بالرغم من حملة الافتراءات والتشويهات، التي نظمت في العالم بأسره، ضد تشافيز، فإن فنزويلا تظهر أن عالما آخر ممكن، أنه من الممكن تحدي القوة الاقتصادية والعسكرية الأمريكية، لكنها أظهرت أيضا أنه لا يمكن للحركة الثورية للجماهير أن تغير موازين القوى في المجتمع وتحضر لتغيير حاسم إلا إذا طرحت بديلا للاستغلال الرأسمالي.

  الاستغلال الرأسمالي أم الاشتراكية؟

   حاول هوغو تشافيز، طيلة بضع سنوات، أن يتوصل إلى اتفاق عادل مع الإمبرياليين والأوليغارشية الفنزويلية، لكنه في نفس الوقت، وعلى عكس ما يقوم به العديد من "اليساريين" الآخرين بمجرد ما يصلون إلى الحكومة، لم يكن مستعدا لخيانة تطلعات الجماهير الذين كانوا يعيشون تحت خط الفقر. لقد بحث عن طريق لإنجاز إصلاحات ضرورية لإخراج الجماهير من الفقر، وفي نفس الوقت الإبقاء على الرأسمالية قائمة، لكن "بوجه إنساني".

  لكن تبين أن هذا مستحيل. فالإمبرياليون والأوليغارشية لا يمكنهما أن يسمحا بأن يشكل أي بلد استثناء للقاعدة العامة، خاصة فنزويلا، التي هي خامس منتج للنفط في العالم. لقد أعلن تشافيز شهر يناير من سنة 2005، أن التجربة بينت أنه ليس هنالك من طريق ثالث ممكن. إما الرأسمالية وإما الاشتراكية. الرأسمالية هي الإفلاس، كل ما يمكن لهذا النظام أن يقدمه هو الاضطهاد والفقر والحروب. ومن ثم عمل على تبني المنظور الاشتراكي لفنزويلا، "اشتراكية القرن الواحد والعشرين"، المبنية على قاعدة الديموقراطية الثورية ومشاركة الجماهير. وقد تم تلقي هذا الانعطاف بموجة من الحماس الجماهيري.

  بفضل النضال الجماهيري تم هزم محاولات الإمبريالية سحق الثورة الفنزويلية.

  لقد حاولت الإمبريالية والأوليغارشية الفنزويلية إيقاف الثورة بكل ما يمتلكانه من قوة. في البداية كانتا متأكدتين من قدرتهما على شراء ذمة تشافيز، لكن عندما تبين لهما أنه من غير الممكن تحقيق ذلك، عملوا على تنظيم انقلاب عسكري يوم 11 أبريل 2002، بالاعتماد على قادة الجيش الكبار، والقيادة الفاسدة لكونفدرالية العمال الفنزويليين (نقابة صفراء) وكونفدرالية أرباب العمل Fedecamaras والكنيسة الكاثوليكية وجميع كبريات وسائل الإعلام وطبعا وكالة المخابرات الأمريكية التي قادت كل الجوقة. وقد دعم الانقلاب جميع الرجعيين في المجتمع الفنزويلي.

  تم اختطاف تشافيز من القصر الرئاسي وتشكلت حكومة جديدة. ومع صبيحة يوم 12 أبريل، بدا وكأن الانقلاب نجح. العديد من أنصار الحركة البوليفارية وقادتها اختبئوا أو تعرضوا للاعتقال. ومع ارتفاع ثقة الرجعيين في أنفسهم صاروا أكثر فأكثر شراسة في القمع.

  لكن ما حدث بعد ذلك مباشرة، غير الأوضاع كلها رأسا على عقب. حيث خرج مئات الآلاف من العمال والشباب، من أفقر الأحياء ومدن الصفيح، إلى الشوارع وسيطروا عليها، بالرغم من الحظر المفروض من طرف الجيش. لم يكن الجنود مستعدين لتصويب بنادقهم ضد شعبهم. أكثر من مليون شخص حاصروا القصر الرئاسي وأعطوا الدفعة الحاسمة لأغلبية الجنود والضباط، الذين كانوا يريدون الدفاع عن الحكومة الشرعية لكنهم خدعوا من طرف قادتهم الكبار. أقل من 36 ساعة كانت كافية لإفشال الانقلاب وإظهار قوة الشعب الثوري في النضال.

  مرة أخرى قامت قوى الثورة المضادة بالضرب بقوة من خلال حملة الاغلاقات التي نظمها أرباب العمل، والتي شلت الجزء الأكبر من القطاع الخاص وشركة النفط العمومية، PDVSA، من شهر دجنبر 2002 حتى شهر يناير 2003. وقد نشرت الصحافة العالمية أن هناك إضرابا عاما ضد "دكتاتور" في فنزويلا. مرة أخرى تم هزم هذا التحرك الرجعي، بفضل العمال الذين عملوا على احتلال المصانع وإعادة فتح أغلبية قطاعات الاقتصاد وفرضوا نظام التسيير المشترك للعمال على قطاع إنتاج النفط الذي يشكل 80% من مجمل صادرات فنزويلا.

  شهر غشت 2004، تكبدت المعارضة الفنزويلية الرجعية هزيمة فادحة خلال الاستفتاء على الرئيس. المثير للسخرية هو لجوء هؤلاء الرجعيين المتطرفين إلى استخدام حق تنظيم استفتاء على الرئيس، الذي يضمنه الدستور البوليفاري الذي يعتبر أكثر الدساتير ديموقراطية وتقدمية في العالم، والذي تشافيز نفسه هو من وضعه والمكروه من طرف الأوليغارشية. ومرة أخرى تمكنت التعبئة الجماهيرية من إيقاف هذه المناورة الرجعية الجديدة.

  لقد تمكن تشافيز، خلال الثماني سنوات الأخيرة، من الفوز في إحدى عشرة انتخابا مختلفا، لكن رغم ذلك، لا تزال أغلبية وسائل الإعلام العالمية تصفه بالدكتاتور. إن ما يصدم كل من سنحت له الفرصة لزيارة فنزويلا هو المشاركة الشعبية الواسعة والحرية المطلقة في التعبير عن مختلف الأفكار داخل الحركة البوليفارية. تشارك مئات المنظمات البوليفارية في النقاشات الجماهيرية المتواصلة والتي تدور حول جميع القضايا الهامة. ببساطة يبين هذا الكذب الوقح من طرف وسائل الإعلام الدولية، درجة فساد الصناعة الإعلامية العالمية ودرجة خضوعها للإمبريالية.

  ما الذي تم تحقيقه؟

  لماذا يصر أغلبية الفنزويليين على الدفاع عن الثورة البوليفارية وعن تشافيز؟ إن الجواب سهل: للدفاع عن ما حققته الثورة خلال هذه السنوات.

  عملت "Misiones" [البعثات] على التصدي للقضاء على بعض من مشاكل المجتمع الفنزويلي المزمنة، من قبيل الأمية. بفضل بعثة "Robinson"، أعلنت فنزويلا من طرف اليونسكو بلدا خاليا من الأمية. لقد فتحوا المجال أكثر لمواصلة الدراسة أمام أغلبية الشباب الذين كانوا محرومين من التعليم العالي والدراسات الجامعية. وقد تمكنت البرامج الاجتماعية، الموجهة لرفع من مستوى العيش في الجماعات الفقيرة، تمكنت من تخفيف الفقر إلى درجة كبيرة. لقد وفرت بعثة "Barrio Adentro" الخدمات الطبية الأساسية لجميع الفنزويليين. بفضل عمل 20000 طبيب وممرض كوبي، تمكن مليون شخص الآن من الحصول على الرعاية الطبية لأول مرة في حياتهم.

  لقد تم إقرار القوانين التي تحمي المجتمع من نهب الشركات المتعددة الجنسيات للثروات الطبيعية. ويجد النضال من أجل تطبيق الإصلاح الزراعي، الدعم من طرف الحكومة، الشيء الذي أدى إلى إنجاز أول حملة لمصادرة الضيعات الكبرى، خلال السنوات القليلة الماضية. وهناك حركة قوية للفلاحين والعمال الزراعيين للتقدم نحو تطبيق مصادرة عامة للملكيات الكبرى للأرض. فنزويلا بلد أغلبية أراضيه متروكة بدون زراعة، بينما يتم استيراد ما بين 70% إلى 80% من مجمل الحاجيات الغذائية. ويجد هذا النضال مقاومة شرسة من طرف ملاكي الأراضي الكبار، الذين يمولون عصابات شبه عسكرية من الرعاع. لقد اغتيل أكثر من 150 قائد فلاحي خلال السنوات القليلة الماضية.

  عمل تشافيز على كسر الحصار الاقتصادي الذي كان يخنق كوبا، موفرا لها الطاقة والنفط مقابل الخدمات التي يقدمها الأطباء والمعلمون الكوبيون، كما أنه يدعم أيضا سعي الحكومة البوليفية إلى تأميم الثروات الغازية والنفطية. لقد وفر النفط الرخيص للمناطق الفقيرة في الولايات المتحدة وأوروبا ووجه نداءا للعمال الأمريكيين إلى النضال ضد الإمبريالية.

  كل هذا، إضافة إلى العديد من الإصلاحات الكبرى الأخرى، صار ممكنا فقط لأن تشافيز كان قادرا على امتلاك سيطرة حقيقية على أهم ثروات فنزويلا، أي احتياطات النفط. وللمرة الأولى في تاريخ فنزويلا استعملت مداخيل النفط بكثافة لتمويل البرامج الاجتماعية التي تطبقها الحكومة، بدل أن توجه لإثراء الأوليغارشية.

  هذه هي بعض الأسباب التي تجعل العمال والفلاحين والشباب الفنزويليين مصممين على القتال حتى آخر رمق في الدفاع عن ثورتهم.

  الرقابة والتسيير العمالي

  يتصاعد النضال من أجل الرقابة والتسيير العمالي في كل مكان. خلال حملة الإغلاقات الرجعية التي نظمها أرباب العمل، رد العمال بسيطرتهم على بعض من أهم الأنشطة الاقتصادية للبلد، وعملوا، خلال بضعة أسابيع، على إعادة تشغيل شركة النفط التابعة للدولة PDVSA، التي تعتبر عصب الاقتصاد الفنزويلي. بفضل رد الفعل الفورية من طرف العمال، تم هزم حملة الإغلاقات وأنقدت الثورة من موقف خطير جدا.

  بعد هزيمة حملة الإغلاقات، انطلقت موجة من إغلاق المصانع. فقد مئات الآلاف من العمال مناصبهم. وقد خاض العمال نضالات طويلة في عدد من أماكن العمل ضد الطرد وإغلاق المصانع، انتهت بتحقيق الانتصار الأول عندما أصدر الرئيس تشافيز في الأخير مرسوما يقضي بتأميم شركة الورق الهامة فينبال (التي صارت تعرف فيما بعد بإينفيبال)، شهر يناير 2005. وقد تلا هذا انتصار عمال شركة CNV (التي صارت تدعى فيما بعد إينفيفال)، الذين كسبوا معركة طاحنة، خلال شهر ماي 2005، عندما تأممت شركتهم ووضعت تحت الرقابة والتسيير العمالي.

  خلال شهر يونيو 2005، قدم الرئيس تشافيز لائحة تضم 800 شركة مغلقة. وقد قام أيضا بتقديم لائحة إضافية لـ 1147 مصنع وشركة لا تنتج بكامل طاقتها، بسبب التخريب الذي قام به أرباب العمل. وقد دعا العمال أن يأخذوا هذه الشركات ويشغلوها، ووعدهم بأن الحكومة سوف تدعمهم. خلال السنة الماضية، تمت مصادرة عدد من الشركات الأخرى ووضعت تحت أشكال مختلفة من التسيير العمالي. وقد تطورت حركة من أجل الرقابة العمالية في شركات عمومية هامة من قبيل ALCASA، (مصنع لصهر الألمنيوم)، وCADAFE، (شركة الكهرباء).

  لقد اصطدمت هذه الحركة بمقاومة من طرف بيروقراطية الدولة والجناح الإصلاحي داخل الحركة البوليفارية، وفشلت في أن تنتشر وتصبح عامة، مثلما هو مطلوب. إلا أن هذا يقدم أيضا بعض الدروس للعمال حول الدور الذي يجب عليهم أن يلعبوه كقوة منظمة لدفع الثورة إلى الأمام. هذه التجربة أدت إلى ميلاد الجبهة الثورية لعمال الشركات المحتلة، FRETECO، والتي تهدف إلى تعميم مسلسل مصادرة ممتلكات الأوليغارشية وجعل مفاتيح الاقتصاد تحت رقابة وتسيير العمال، باعتباره وسيلة لإعطاء دفعة حاسمة للتطور في اتجاه الاشتراكية.

  ما هي أهداف الحملة الأممية: ارفعوا أيديكم عن فنزويلا HOV؟

  لقد أطلقت حملت ارفعوا أيديكم عن فنزويلا، بعد المحاولة الانقلابية سنة 2002، بهدف دعم الثورة البوليفارية ضد التدخل الإمبريالي. إن مهمتنا الأولى هي بناء علاقات مباشرة بين منظمات الطبقة العاملة الجماهيرية، من كل أنحاء العالم وبين الثورة البوليفارية، للنضال ضد شلال الافتراءات والأكاذيب، الذي تطلقه قناة CNN وغيرها من كبريات شركات الإعلام العالمية، حول الطبيعة الحقيقية للحركة الثورية في فنزويلا وفي كل أمريكا اللاتينية. العلاقات المباشرة والمعرفة المباشرة بالسيرورة الثورية التي تتطور في أمريكا اللاتينية هما أفضل ترياق ضد الحملة المسمومة التي تقودها كبريات وسائل الإعلام.

  نحن نعتقد أن النضال الذي تخوضه فنزويلا، هو بالنسبة لجميع البلدان، مثال يبين الطريق نحو الخلاص للشباب الثوري والعمال في نضالهم اليومي من أجل الانعتاق. إنه يبين أن المنظور الاشتراكي لنضال شعوب العالم، ليس فقط ممكنا بل أيضا ضروريا وأن هذا النضال يوحد جميع العمال والشعوب المقهورة، ضد الاضطهاد الرأسمالي والإمبريالي. إن الثورة الفنزويلية تبين قوة الطبقة العاملة عندما تنهض إلى النضال كما توضح حدود قوة الإمبريالية.

  لماذا نوجه النداء إلى العمال والشباب الثوريين في الشرق الأوسط للالتحاق وبناء حملة ارفعوا أيديكم عن فنزويلا؟

  إن الثورة الأمريكية اللاتينية تعطي منظورا لنضالات شعوب منطقة الشرق الأوسط بأسرها. فإذا ما تركت معزولة، فإن النضالات الرائعة التي تخوضها شعوب الشرق الأوسط، لن تكون كافية للقضاء على الاضطهاد الإمبريالي. إن ما نحتاجه هو منظور أممي.

  إن عمال وشباب وجميع الشعوب في فلسطين، لبنان والعراق يدفعون ثمنا غاليا في ظل الاضطهاد الإمبريالي. الحكام الإمبرياليون يستثيرون الصراعات الطائفية والعرقية والدينية، حسب الطريقة القديمة الشهيرة "فرق تسد". من الذي يستفيد حقا من حرب العمال ضد العمال؟ إن الطائفية لا تخدم سوى المضطهِدين. لا يمكن هزم الإمبريالية إلا بواسطة النضال الثوري الجماهيري والوحدة.

  يجب أن توجه ثروة الشرق الأوسط وموارده الطبيعية لخدمة مصالح الشعوب وليس لإثراء الأقلية. والثورة الفنزويلية تعطي الدليل على أن هذا ليس ممكنا فقط، بل إنه ضروري أيضا. فقط فساد الطبقات السائدة في المنطقة والاضطهاد الإمبريالي، هما ما يمنعان من تحقق هذا. إن تحقيق النصر في فنزويلا سوف يلهم ويقوي العمال المناضلين في جميع أنحاء العالم. بينما الهزيمة، على العكس من ذلك، سوف تقوي المضطهِدين.

  انتخابات دجنبر الرئاسية: نقطة انعطاف

  لقد كان خطاب تشافيز الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إدانة واضحة للجرائم الإمبريالية. ويعكس الصراع حول اختيار ممثل أمريكا اللاتينية المؤقت في مجلس الأمن (فنزويلا ضد غواتيمالا المدعومة من طرف الولايات المتحدة)، حدة الصراع.

  إن الانتخابات الرئاسية، المزمع إجرائها شهر دجنبر، تشكل نقطة انعطاف هامة في تطور الثورة الفنزويلية. إنها تعكس الصراع الدائر بين العمال والفلاحين الفنزويليين وبين الأوليغارشية والإمبريالية. إن الأوليغارشية والإمبريالية تعملان كل ما في استطاعتهما لإلحاق الهزيمة بتشافيز.

  لقد بدأت القوى المعادية للثورة، منذ الآن، حملة لضرب مصداقية الانتخابات. سوف يستخدمون جميع الوسائل المتوفرة لهم للنيل منها: الرشاوى، الفساد، الافتراءات والأكاذيب وجميع أشكال التخريب.حسب جميع المتتبعين، لا يمتلك مرشح المعارضة، روساليس، أي فرصة للفوز بالطرق العادية، لكن يبدو أنهم سيحاولون استغلال الحملة الانتخابية لفبركة شيء ما من أجل ضرب مصداقية كل العملية الانتخابية. سوف يكون لديهم موارد ضخمة: ثروة الأوليغارشية، تكنولوجية وكالة المخابرات الأمريكية، دعم السفارة الأمريكية والصحافة الصفراء وباقي وسائل الإعلام العاهرة.

  وفي الجهة المقابلة، لدينا الروح الثورية وشجاعة وإخلاص ملايين العمال والفلاحين وفقراء المدن الفنزويليين، والشباب الثوري والقطاعات الثورية بين صفوف الجيش والفنانين والمثقفين التقدميين، أي باختصار: جميع القوى الحية داخل المجتمع الفنزويلي، المدعومة من طرف الجماهير الأمريكية اللاتينية المضطهدة والطبقة العاملة في العالم بأسره.

  إن العمال والفلاحين يناضلون من أجل تغيير المجتمع. ولقد تحققت إنجازات عظيمة في هذا السياق، لكن الهدف النهائي لم يتم تحقيقه بعد. قوة الأوليغارشية لم تتحطم بعد. وما دامت الحالة هكذا، فإن الثورة لن تصير في أمان وستبقى عرضة للتهديد الدائم.

 * أية صفعة للثورة الفنزويلية هي صفعة لنا جميعا!
* ساندوا النضال ضد الاضطهاد الرأسمالي والسيطرة الإمبريالية!
* ناضلوا ضد حملة الافتراءات التي تقودها كبريات وسائل الإعلام!
* التحقوا بحملة: ارفعوا أيديكم عن فنزويلا!
* ابنوا الحملة في جميع البلدان!

عنوان النص بالإنجليزية :

An appeal to the revolutionary workers and youth in the Middle East
Support the struggle against imperialist domination, support the Venezuelan Revolution, join the international Hands Off Venezuela campaign!