Home
لماذا التضامن مع الثورة الفنزويلية؟
- نشر بتاريخ: 02 آذار/مارس 2006
- الزيارات: 5244
إن شعب فنزويلا، بعماله وفلاحيه وفقرائه، في حاجة إلى تضامننا. فبعد أن ضجروا من عقود من الحكومات الفاسدة وسياسات التقشف المفروضة عليهم من طرف صندوق النقد الدولي، توجه ملايين الأشخاص نحو هوغو تشافيز ونصبوه رئيسا سنة 1998. إن هذا كان بداية تحول اجتماعي جماهيري
إن أهداف «ثورة الفقراء»، التي فجرها تشافيز، هي الإصلاح الزراعي والرقابة على البترول، التعليم والصحة للجميع ونظام ديموقراطي حقيقي تكون السلطة فيه في يد الشعب. بفضل هذه الإصلاحات، التي تم تمويلها بمداخيل قطاع النفط المؤمم، تحقق ما يلي:
*:تم إدماج مليون طفل جديد في النظام التعليمي، بناء 675 مدرسة جديدة وتوظيف 36.000 معلم جديد. ميزانية التعليم تضاعفت خلال سنتين وتم بناء أربعة جامعات منذ 1998 ويساهم ثلاثة ملايين شخص في برامج التعليم ومحاربة الأمية.
*:تم توزيع 2,2 مليون هكتار من الأراضي الزراعية على 116.000 أسرة منظمة في تعاونيات.
*:برامج الصحة استفاد منها 17 مليون فينزويلي. ويشتغل اليوم في فنزويلا 13.000 طبيب كوبي ويعالجون 1,2 مليون شخص لم يسبق لهم أن عولجوا في حياتهم من قبل.
*:دستور بوليفاري جديد يضمن تأميم قطاع النفط وتوزيع الأرباح على جميع المواطنين.
هذه هي بعض الإجراءات التي تفسر لنا السر في الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها هوغو تشافيز. ففي ستة سنوات فاز في عشرة انتخابات! وقد ارتفع معدل شعبيته اليوم إلى 70%.
هذه هي بعض الإجراءات التي تفسر لنا السر في الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها هوغو تشافيز. ففي ستة سنوات فاز في عشرة انتخابات! وقد ارتفع معدل شعبيته اليوم إلى 70%.
إن إصلاحاته استثارت عليه لعنات الأوليغارشية المحلية، لعنات الأغنياء والملاكين العقاريين وكذلك لعنات حكومة بوش في الولايات المتحدة. إن توفر احتياطي هائل من البترول لم يمر دون أن تلاحظه واشنطن. الأوليغارشية والإمبريالية الأمريكية لم يتأخرا في خلق الاضطرابات ومحاولة قلب حكومة تشافيز.
فبعد أن أدانوه باعتباره دكتاتورا جديدا، عملوا على دعم وتنظيم انقلاب يميني متطرف في 2 أبريل 2002. لقد كان الأمر تكرارا للانقلاب العسكري، الذي أطاح، بمساعدة CIA، بحكومة الاشتراكي سلفادور آلييندي في التشيلي سنة 1973.
خلال انقلاب أبريل تم اختطاف تشافيز وعوض بزعيم أرباب العمل، كارمونا، كرئيس جديد. وبسرعة فائقة اعترفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي بـ"الرئيس الجديد". وأول ما قرره كارمونا "الديموقراطي العظيم" هو إغلاق البرلمان! لكن الانقلاب فشل بفضل تحرك جماهيري غير مسبوق في تاريخ الشعب الفينزويلي.
خلال 48 ساعة فقط، تمكنت الجماهير من وضع حد لانقلاب الضباط الكبار والباطرونا ووسائل الإعلام الخاصة ورجال الدين والمخابرات الأمريكية. إن هذا حدث غير مسبوق!
لكن ورغم ذلك، استمرت حكومة تشافيز في التعرض للتخريب الاقتصادي من طرف أرباب ومديري العمل الذين نظموا عمليات هروب الرساميل، إغلاق المعامل وتخفيض معدلات الإنتاج. فمن ديسمبر 2002 إلى يناير 2003 تعرضت الحكومة لحملة إغلاقات (إضراب أرباب ومديري العمل)، كان هدفها ضرب استقرار البلد وتحضير الشروط لانقلاب جديد. كما بدأت الحكومة اليمينية الكولومبية، مدعومة من طرف القوات الأمريكية، في ممارسة الضغط على فنزويلا.
لكن مرة أخرى تدخل العمال والجماهير الشعبية وسيطروا على الصناعة البترولية خصوصا. وفيما بعد حاولت المعارضة، الممولة من طرف الولايات المتحدة، مرة أخرى، قلب تشافيز عبر استفتاء (يعطي الدستور الحق في أن يتم إخضاع كل مسؤول سياسي لاستفتاء شعبي بعد مرور نصف مدة ولايته). وقد ربح تشافيز هذا الاستفتاء بـ 60%. ومنذ تلك اللحظة دعا تشافيز إلى القيام "بالثورة في الثورة" بهدف إلغاء كل العراقيل التي تقف، داخل جهاز الدولة، في وجه التغييرات الاجتماعية.
إن إعادة انتخاب بوش خلال السنة الماضية، يحمل مخاطر جديدة لفنزويلا، التي صارت العدو رقم 2 بالنسبة للولايات المتحدة بعد كوبا التي هي رقم 1!
منذ بداية السنة بدأ تشافيز، هو أيضا، في الدفاع بشكل علني وواضح عن الاشتراكية باعتبارها البديل الوحيد بالنسبة للجماهير. «إن الرأسمالية لا يمكنها أن تقضي على اللامساواة والفقر وبؤس الجماهير، إن الرأسمالية فشلت، فإلى الأمام إذن نحو الاشتراكية. »
إن حملة «ارفعوا أيديكم عن فنزويلا» حملة دولية واسعة تساندها العديد من النقابات ومنظمات اليسار والمناضلين الاشتراكيين والشيوعيين. إن هدف الحملة هو تحسيس الحركة العمالية والشباب بما يحدث في فنزويلا. إن هدفنا الرئيسي هو دعم مسلسل الرقي الاجتماعي والثورة في فنزويلا ضد الاعتداءات الأجنبية (الإمبريالية الأمريكية) والداخلية (الأوليغارشية والطبقة الرأسمالية ).
إن نشاطنا يتركز في نشر المعلومات والتحاليل حول فنزويلا. ونحن ننظم بشكل خاص الدعم للحركة العمالية الثورية ولمبادرات جماهير الفقراء.
إن الثورة البوليفارية في فنزويلا تمثل أملا عظيما للجماهير الفقيرة في كل أمريكا اللاتينية. وهذا مهم، بشكل خاص، حتى بالنسبة للعالم العربي حيث تعيش الجماهير الفقيرة تحت نير الإمبريالية ودكتاتورية الأنظمة البرجوازية الموالية للإمبريالية