شافيز يلقي كلمة في لقاء من تنظيم «ارفعوا أيديكم عن فنزويلا»!ا
- نشر بتاريخ: 21 أيار 2006
- الزيارات: 5728
عرفت الحملة الأممية ارفعوا أيديكم عن فنزويلا! أحد أجمل نجاحاتها، في فيينا يوم الجمعة 12 ماي الأخير. لقد استغل مناضلو الحملة النمساويون مناسبة انعقاد القمة الأورو/ أمريكالاتينية، فنظموا لقاءا كبيرا بالتعاون مع الشبيبة الاشتراكية وبعض المنظمات اليسارية الأخرى. التزم تشافيز بالمجيء وإلقاء كلمة في الاجتماع. لقد فاقت النتيجة كل التوقعات حيث احتشد في مكان اللقاء 5000 شاب في جو حماسي. ولكي نعطي الدليل على حجم الحدث والصدى الذي عرفه بين وسائل الإعلام، يكفي أن نقول أنه كان أكبر تجمع لليسار في تاريخ هذه المدينة.
جاء تشافيز متأخرا عن موعده بأربعة ساعات، مما عرض أعصاب رفاقنا لامتحان عسير، خاصة وأن خصوم حملتنا بدأوا يروجون إشاعة مفادها أنه لن يأتي. قبيل هذا اللقاء صرح والتر بيير، القائد السابق في الحزب الشيوعي على صفحات جريدة Standard أنه "من السخافة" تصور مجيء تشافيز إلى هذا اللقاء.
لقد كان تأخر تشافيز، الذي تجنب حضور حفل عشاء اختتام القمة، مفيدا. فقد سمح بإعادة تنظيم مجمل البنية التحتية. تم حجز قاعة تستوعب 800 شخص، وكذلك شاشة ضخمة في الخارج. ولكن أمام الآلاف من الشباب الذين لم يتوقفوا عن التوافد، كان لابد من نقل كل المنصة إلى الخارج، الشيء الذي أخذ بعض الوقت.
تحدث تشافيز لمدة ساعتين. وقد ركز خطابه أساسا على ضرورة النضال ضد الرأسمالية والإمبريالية، التي تدمر الكوكب وتضع الجنس البشري في خطر. لقد استشهد بكلمات روزا لوكسمبورغ « الاشتراكية أو الهمجية»، مضيفا، « أنه عندما وضعت روزا لوكسمبورغ هذا المنظور، كانت تتحدث عن مستقبل بعيد نسبيا. أما الآن فالوضع في العالم صار جد سيئ حتى أن الإنسانية أصبحت مهددة على المدى القريب».
وتابع قائلا: « عندما كان عمري 15 سنة، أيام ماي 68، أيام البيتلز وجون لينون والحرب في الفيتنام. وعندما كنا نتطلع إلى المستقبل كنا نقول أنه في سنة 2000، سيكون العالم مختلفا، سيكون أفضل. لكن السنوات مرت ولم تزدد الأمور إلا سوءا. ما الذي حدث؟ لقد سرقت الإمبريالية والرأسمالية مستقبلي. وأنا مقتنع اليوم بأنه يجب علينا أن نمضي كل يوم، كل ساعة وكل دقيقة من حياتنا في النضال من أجل عالم أفضل- عالم خال من الفقر واللامساواة والظلم. هذا العالم هو الاشتراكية! أنا مقتنع أن الشباب وحدهم هم من يملكون ذلك الحماس والرغبة والنار الضرورية لإنجاز الثورة. فلنتحد من أجل إنقاذ العالم. معا نستطيع تحقيق ذلك! » لقد قوبل خطاب شافيز بعاصفة من التصفيق، وبعفوية غنى آلاف الشباب نشيد الأممية.
من بين الخطباء الذين سبقوا تشافيز كان هناك آلان وودز رئيس حملتنا الأممية، وكذلك الابنة الكبرى لتشي غيفارا. في بداية مداخلته، قال آلان وودز: « ويدّعون أن الشباب خامل. مرحبا بكم أيها الشباب الخامل! » الشيء الذي أثار الضحك والتصفيقات. ثم تابع قائلا: « إن الشباب ليس خاملا، إنه يحتاج لقضية في مستواه. لراية ورؤية وحلم!» ثم رد على النظرية الشهيرة للمفكر البرجوازي فرانسيس فوكوياما، والتي تقول بأننا وصلنا نهاية التاريخ: « التاريخ لم ينته! هذا هو التاريخ. إنهم يصنعون التاريخ في فنزويلا. وأنتم تصنعون التاريخ هنا. »
يمكن للمرء أن يقول ما يريد في هوغو تشافيز، لكنه ليس من المعتاد أن نرى رئيس دولة يهرب من القمة من أجل إلقاء خطاب، حول الاشتراكية العالمية، أمام آلاف الشباب. إن تشافيز يحتقر لغة الدبلوماسية البرجوازية وقواعدها. خطيب ممتاز، يعرف أيضا كيف يوصل حماسه وطاقته. إنها ليست عوامل ثانوية في خلق ذلك الحب الذي يحيطه به العمال والفقراء الفنزويليين
سيحتفظ الشباب النمساوي الذي حضر هذا اللقاء حتما بذكريات رائعة عنه، إنه سيوقد بالتأكيد لدى عدد منهم الرغبة للذهاب أبعد في النضال ضد الرأسمالية. أما بالنسبة للسادة الجالسين على مائدة العشاء في قصر Schönbrunn، أمام المقعد الفارغ للرئيس الفنزويلي، فنحن آسفون لأنهم فقدوا شيئا من شهيتهم!
الأربعاء: 17 ماي 2006