الأردن: حزب الوحدة الشعبية ينظم مهرجاناً جماهيرياً للتضامن مع شعوب أمريكا اللاتينية بمناسبة الذكرى ا
- نشر بتاريخ: 06 تشرين2/نوفمبر 2008
- الزيارات: 6529
بمناسبة الذكرى الـ 41 لاستشهاد القائد الأممي أرنستو تشي جيفارا وتحـت شعـار " فلنتضامن مع شعوب أمريكا اللاتينية"، أقام المكتب الشبابي لحزب الوحدة الشعبية مهرجاناً جماهيرياً حاشداً، حيث اشتمل على معرض للصور يحاكي التاريخ النضالي للقائد الأممي جيفارا، إضافةً إلى معرض للكتب وشعارات تؤكد على التضامن مع شعوب وقادة أمريكا اللاتينية في مواجهة الإمبريالية الأمريكية.
وفي بداية المهرجان الخطابي، تحدث عريف المهرجان الرفيق إبراهيم الجمزاوي قائلا: «سأقضي ما تبقى من حياتي أبحث عن جثته في كل مكان، في كوبا، في فنزويلا، في بوليفيا، فأنا لا أستطيع أن أصدق أنه مات، ولا أصدق أنهم أحرقوه»، ثم قدم تحية إلى جيفارا ومحمد الأسود وفارس عودة وأبو علي مصطفى، وخص بالتحية الرفيقة سونا الراعي عميدة الأسيرات الفلسطينيات.
كما وألقى الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الدكتور سعيد ذياب كلمة قال فيها: « إننا نرى في تشي جيفارا كما رآه الملايين من الشباب في العالم، ذلك الثائر الذي كان يسعى لرص الصفوف في أمريكا اللاتينية لمواجهة النزعة الأمريكية المستغلة.. لقد فجعنا كما فجع الملايين من الشباب في العالم، لاغتيال جيفارا، هذا المناضل الذي وضع نصب عينيه التصدي للاستغلال حيثما كان وحيثما وجد
وذكر أن جيفارا ولد في 14/06/1928 في الأرجنتين، وامتهن الطب، في يوليو عام 1955 تعرّف على فيدل كاسترو الذي كان قد لجأ إلى مكسيكو بعد الهجوم الفاشل على ثكنة مونكادا، وبعد الانتصار على نظام باتيستا العميل، شارك جيفارا في السلطة في الحزب، ولكنه في عام 1965 أرسل رسالة إلى كاسترو يعلن فيها تخليه عن مسؤولياته في قيادة الحزب وعن منصبه كوزير وعن رتبته كقائد وعن وضعه ككوبي، إلا أنه أعلن عن أن هناك روابط طبيعية أخرى لا يمكن القضاء عليها بالأوراق الرسمية، وعبّر عن حبه العميق لكاسترو ولكوبا وحنينه لأيام النضال المشترك.
وانطلق إلى بوليفيا حيث استشهد هناك، وأشار إلى أن عملية اغتياله أكبر دليل على حقدهم، لقد اغتالوا أسيراً أعزلاً ومريضاً، هم قتلوا جيفارا الجسد.. ولكنهم بحماقاتهم وحقدهم أدت هذه العملية إلى ولادة جيفارا الشهيد الذي هو أقوى من الموت والعذاب.
كما لفت إلى أنه في عام 1964، كتبت صحيفة نيويورك تايمز «وقف أمس الرجل ذو اللحية والزي العسكري خارج قاعة الجمعية العمومية للأمم المتحدة وأخرج من جيبه مطواة قطع بها الجزء المشتعل الذي كان قد دخن نصفه، دخل إلى القاعة ليلقي خطاباً ملتهباً ضد الاستعمار والإمبريالية، ذلك الرجل هو تشي جيفارا.. إنه الثوري الكامل الذي يندر أن يكون له مثيل». يقول تشي جيفارا: «لا يهمني متى وأين سأموت، ولكن يهمني أن يبقى الثوار منتصبين يملؤون الأرض ضجيجاً كي لا ينام العالم بكل ثقة فوق أجساد البائسين والفقراء والمظلومين». ويقول: «ليس المهم أن يبدأ الإنسان مناضلاً بل الأهم أن يموت مناضلا».
ثم تطرق إلى الشأن المحلي الأردني حيث أشار إلى أنه قد تم اليوم إشهار الحملة الوطنية من أجل الخبز والديمقراطية، حملة نريدها دفاعاً عن حق الناس بالديمقراطية بكامل مرتكزاتها المتمثلة بحرية التعبير، وبتعددية سياسية مصانة، وانتخابات نزيهة وشفافة، وتداول للسلطـة، وفصل بين السلطات، نريد ديمقراطية تكرس دولة القانون، وتكرس حقوق المواطنة، التي تعلي من ولاءات المواطن للدولة على حساب ولاءاته العشائرية والجهوية، نريد من هذه الحملة التصدي للسياسات الاقتصادية التي أوصلت الناس إلى حالة من الفقر والعوز والبطالة، نريد إعادة النظر بكل السياسات التي تم فيها رفع يد الدولة عن مسؤوليتها تجاه الشعب، هذه هي أهداف الحملة والتي يشارك فيها فعاليات وطنية وحزبية.. فلنعمل جميعاً على إنجاحها وتطورها واتساعها.
وختم كلمته بالإشارة إلى الحوار الفلسطيني الفلسطيني حيث أكد على أنه بات ضرورة وطنية، ولكن الأكثر ضرورة منه هو إنجاح الحوار وعدم السماح بالعودة بدون اتفاق، فالوضع صعب ولا يحتمل هذا الانقسام، وليكن شعارنا لا للعودة بدون اتفاق.
ثم ألقى الرفيق جمال بلعاوي كلمة شبيبة حزب الوحدة الشعبية حيث أكد على أننا عندما نتضامن مع شعوب أمريكا اللاتينية وقوى التغيير فيها، شعوباً وحكاماً ورموزاً، فإننا نتضامن مع أنفسنا لأن انتصار الثورة الكوبية هو انتصار لحركات التحرر العالمية، ولأن صمود كوبا أمام هذا الحصار الخانق والطويل هو انتصار لمن ما زال يؤمن بالاشتراكية طريقاً لتحرير الشعوب، وأن الاشتراكية لم تنتهي بعد، ولأن انتصار هوغو تشافيز هو خطوة للأمام وإن لم تكن مباشرة في الثورة الفلسطينية والمقاومة العراقية واللبنانية، ولكل ما سبق رفعنا هذا الشعار في ذكرى الراحل تشي جيفارا.
وأشار إلى أن أرنستو تشي جيفارا لم يكن مجرد ثائراً عادي أو حتى قائد تقليدي هتفت له الجماهير في حياته ونسيته بعد مماته فلقد شكل أرنستو تشي جيفارا أنموذجاً حقيقياً لكل ثائر هبَ لتحرير بلاده وأرضه وشعبه، وكان ملهماً للشباب عموماً وللشباب اليساري خصوصاً، فقد شكلت صورته بالنسبة للشباب حلماً بالتغيير واسترداد الحقوق.
وأنهى كلمته بالتأكيد على أن جيفارا لم يكن مجرد ثائراً بل كان أباً روحياً للثوار كلهم على هذه الأرض.
وفي كلمة للرفيقة كوبا حباشنه كلمة أشارت فيها إلى فخرها بإسمها إلى درجة أصبحت تشعر فيه أنها السفيرة المعتمدة شعبياً لكوبا وذكرت «أنا سفيرة كوبا أمام زملائي عندما كنت طالبة في المدرسة والجامعة، وأنا سفيرة كوبا أمام طلابي كوني أصبحت الآن مدرسة في جنوب الأردن». وأشارت إلى أنها تزداد فخراً عندما أكون مع شقيقاتي فلسطين وعدن حيث أننا نشكل ثلاثياً للحرية، وثلاثياً للحلم بالمستقبل الواعد للشعوب حيث نرى في كوبا وفنزويلا وانتصارات شعوب أمريكا اللاتينية مشعلاً لإنارة طريقنا.
ثم قام المكتب الشبابي للحزب بعرض فيلم قصير عن حياة الثائر جيفارا وتاريخه النضالي.
وألقى الأستاذ هاني الدحلة رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان كلمة شكر في بدايتها حزب الوحدة الشعبية على مبادرته، ثم سرد جزءاً من تاريخ حياة الثائر جيفارا، وأشار إلى أن انتشار مبادئ الديمقراطية بدأت تنتشر بشكل مضطرد وأن شعوب أمريكا اللاتينية أصبحت في الوقت الحاضر أكثر إدراكاً لأهمية الديمقراطية والحرية والحكم الشعبي المتمثل في كوبا وفنزويلا وأن هذه الشعوب تتضامن مع هاتين الدولتين في كثير من المناسبات والمواقف حتى ولو كانت عكس توجهات حكوماتها.
وأننا هنا في الأردن من منطلق إعجابنا وتقديرنا لحكومتي كوبا وفنزويلا نعلن تضامننا مع هاتين الدولتين ومع شعوب أمريكا اللاتينية وتأييدنا لخط سيرها في التمسك بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.
ثم ألقى السيد خيسوس تورو القنصل العام الفنزويلي كلمة وجه فيها الشكر لحزب الوحدة الشعبية لإقامة هذا النشاط التضامني مع فنزويلا وكوبا وشعوب أمريكا اللاتينية، وأكد أن هذا يعطينا دفعة لأن نستمر في طريق بناء مستقبلنا كما نريد وليس كما تريد الولايات المتحدة الأمريكية وليس كما يريد المستعمر الأجنبي، وأن تجربة عدد من الدول في أمريكا اللاتينية بدءاً من كوبا مروراً بفنزويلا وبوليفيا والإكوادور تثبت أن شعوب قارتنا اللاتينية قادرة على أن تصنع مستقبلها بيدها وأن تفرض سيادتها على مقدراتها وأن تشق طريقها باتجاه وحدتها وتضامنها.
وألقى السفير الكوبي لدى سوريا والأردن السيد لويس ماريسي كلمة شكر فيها الحزب على قيامه بهذا النشاط التضامني مع كوبا وفنزويلا وشعوب أمريكا اللاتينية، وشكر الحضور على إحياء ذكرى ألـ 41 لاغتيال جيفارا من قبل سي أي إيه، وأكد على النموذج الذي مثله جيفارا لشعوب العالم وبخاصة في أمريكا اللاتينية وأن جيفارا باغتياله لم يمت وإنما تحول إلى نموذج يلهم الشعوب وبالذات الشباب والسير على طريق الانعتاق من هيمنة الإمبريالية الأمريكية وأدواتها، وكذلك أشار إلى أنه مسرور جداً بإقامة هذا النشاط الذي رأى فيه كافة الأجيال مجتمعة، جيل الشباب المتحمس للقضية التي دافع واستشهد من أجلها جيفـارا، وجيل الكبار الذين يمتلكون الخبرة والتجربة، وهذا المزج هو ضمانة استمرار جذوة النضال ضد الإمبريالية.
كما أكد على موقف كوبا الثابت والمتضامن مع الشعوب العربية وبشكل أساسي مع القضية الفلسطينية وأكد تضامنه مع أكثر من 11 ألف أسير في المعتقلات الصهيونية وقال أنهم أخوة للمعتقلين الكوبيين في السجون الأمريكية وأن قضيتهم قضية واحدة.
وألقيت في المهرجان عدد من الرسائل حيث وجه كل من الأستاذ عبدالعزيز السيد أمين عام مؤتمر الأحزاب العربية واللجنة الدولية للتضامن مع شعوب أمريكا اللاتينية رسائل تحيي فيها الحزب على مبادرته وتؤكد وقوفها إلى جانب أمريكا اللاتينية في مواجهتها مع رأس الإمبريالية العالمية المتوحشة (الولايات المتحدة ). واختتم المهرجان بإلقاء نشيد "موطني"
صور النشاط التضامني