لقاء ناجح لآلان وودز مع عمال إينفيفال
- نشر بتاريخ: 28 تشرين2/نوفمبر 2006
- الزيارات: 5280
« مادام العمال قد تمكنوا من تسيير إينفيفال، لماذا سيعجزون عن تسيير المجتمع بأسره؟ »
بعد مرور أكثر من سنة ونصف على زيارته الأولى، عاد آلان وودز، يوم الاثنين، 13 نوفمبر الماضي، إلى إينفيفال، المصنع المصادر والموضوع تحت الرقابة العمالية. لقد تغيرت العديد من الأشياء منذ 19 أبريل 2005. إذ كان إينفيفال لا يزال آنذاك يسمى الشركة الوطنية لصنع الصمامات (Constructora Nacional de Válvulas - CNV) وكان واحدا من المصانع المحتلة من طرف العمال، الذين كانوا يخوضون معركة دامت سنتين ضد التخريب المعادي للثورة الذي نظمه المالك، الموالي للانقلاب أندريس سوسا بييتري. كان العمال يطالبون بأن تصادر الحكومة الشركة.
أما اليوم فقد انتصر عمال إينفيفال في المعركة الأولى، وبالإضافة إلى حفاظهم على تسيير الشركة تحت رقابتهم، يساندون الجبهة الثورية للمصانع المحتلة من طرف العمال (el Frente Revolucionario de Trabajadores de las Empresas en Cogestión y Ocupadas - FRETECO)، التي تناضل من أجل توسيع مدى المصادرات على كل الاقتصاد ومن أجل تطوير الرقابة العمالية. إضافة إلى هذا، يفهم العديد من العمال المنتخبين لتسيير الشركة أو كناطقين رسميين للجبهة الثورية، الحاجة إلى تنظيم سياسي للنضال، داخل الحركة البوليفارية، من أجل برنامج ماركسي كفاحي في فرع التيار الماركسي الثوري (la Corriente Marxista Revolucionaria - CMR) في المصنع. قرار تنظيم هذا الفرع كان واحدا من الخلاصات التي توصل إليها العمال بعد اللقاء الرائع الذي جمعهم بآلان قبل سنة ونصف.
هذا هوالسبب الذي جعل ذلك الاستقبال الحار الذي خص به العمال آلان مختلفا كليا عن الاستقبال الذي يلاقون به "الخبراء" الذين يأتون "من بعيد" لإحياء الاجتماعات. لقد كان اجتماعا للرفاق، مليئا بالإعجاب والدفئ والصداقة التي تكون بين رفاق النضال.
كان المزاج السائد جيدا جدا منذ بداية اللقاء. قام الرفيق خوسي غريغوري كينطيرو، عضوالفريق المسير للمصنع وعضو التيار الماركسي الثوري [الفرع الفنزويلي للتيار الماركسي الأممي]، بتقديم ألان وشرح الظروف، المختلفة جدا عن اليوم، التي جاءت فيها زيارة آلان السابقة إلى المصنع. ضحك الحضور من مزحة آلان المفاجئة بمدحه للشربة اللذيذة التي حضرها العجوز شيو، الذي كان المكلف بطبخ الطعام خلال الأيام العسيرة لاحتلال المصنع والذي تمكن، بخياله ومهارته وبقلة قليلة من الوسائل التي كانت تحت تصرفه، من تغذية جميع الرفاق كل يوم.
أزمة الرأسمالية والانتخابات الأمريكية
بدأ آلان خطابه بشرح الوضع العالمي. « إن النظام الرأسمالي هوالذي وجد نفسه، بعد خمسة عشرة سنة على انهيار الستالينية وإطلاق حملة تشويه وافتراءات غير مسبوقة ضد الأفكار الاشتراكية، يعيش أزمة في كل العامل.» وأضاف: « إن النظام الذي انهار في الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية، لم يكن له أية علاقة مع الاشتراكي. »
وتحدث آلان عن انحطاط الرأسمالية على الصعيد العالمي.« هناك ازدهار، لكن أي نوع من الازدهار هو؟ إنه ازدهار مصاحب بوثيرة استغلال غير مسبوقة، تخضع العمال لظروف عيش غير محتملة في جميع القارات. تعني الرأسمالية اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، الحروب والهمجية والبؤس للأغلبية الساحقة من سكان العالم.»
أشار آلان إلى الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة، التي اعتبرها «هزيمة ساحقة لجورج وولكر بوش. » وشرح أيضا أن نتائج الانتخابات هذه تعكس رفض العمال والشباب والأغلبية الساحقة من الأمريكيين، للحرب في العراق. إلا أن نتائج الانتخابات تعني أكثر من ذلك: « إنها نتيجة للسياسات التي طبقها الرأسماليون ضد الطبقة العاملة في الولايات المتحدة وفي العالم بأسره». قدم آلان بعض الوقائع المعبرة حول الاستغلال المتزايد الذي تتعرض له الطبقة العاملة والهوة المتزايدة التي تفصل بين ظروف عيش العمال، الذين يشكلون الأغلبية الساحقة في المجتمع، وبين الأقلية الطفيلية من الرأسماليين الذين يراكمون ثروتهم من أي شيء ننتجه نحن بعملنا.
وأضاف: « لا يزال هناك "مثقفون"، أكاديميون، أساتذة، وأشخاص يعتبرون أنفسهم جد حكماء، يقولون أن ماركس كان مخطئا عندما تحدث عن التركز الفاحش للثروة في أحد الطرفين والبؤس المطلق في الآخر. إن البيان الشيوعي أفضل كتاب لمعرفة ما الذي يحدث اليوم في العالم. إنه كتاب ألف قبل أكثر من 150 سنة ويتحدث ليس عن عالم ما قبل 150 سنة، بل عن الرأسمالية كما هي عليه اليوم. حوالي 200 شركة متعددة الجنسيات، أغلبها تتخذ من الولايات المتحدة قاعدة لها، تسيطر على كل الاقتصاد العالمي. »
المكسيك وفنزويلا: أمثلة لسلطة الطبقة العاملة
تحدث آلان أيضا عن التعبئة الرائعة للعمال المكسيكيين ضد تزوير الانتخابات الذي نظمته الأوليغارشية الطفيلية التي حكمت البلد طيلة عقود، والممثلة من طرف الرئيس فوكس، و"الرئيس" المفروض من طرف الإمبريالية، كالديرون، وحاكم ولاية أواكساكا المجرم، أوليسيس رويز. « لقد حالوا دون فوز لوبيز أوبرادور لأنهم يخشون من الجماهير التي صوتت لصالحه ولأنهم يخشون أن تصبح المكسيك فنزويلا أخرى. هناك في المكسيك وضع ثوري والجمعية الشعبية لجماهير أواكساكا هي في الواقع سوفييت. الشيء الوحيد الذي ينقص لكي تأخذ الطبقة العاملة السلطة هي قيادة ثورية يمكنها أن تنظم وتوحد العمال الطليعيين والشباب والفلاحين حول برنامج اشتراكي ثوري، برنامج الماركسية، الذي هوالمخرج الوحيد بالنسبة للجماهير. هذا هوما ينقص في فنزويلا أيضا.»
عندها شرح آلان الدور الرئيسي الذي لعبه الرئيس تشافيز في إيقاظ وتعبئة الجماهير ودعا إلى مضاعفة الجهود من أجل الحصول على 10 ملايين صوت لتشافيز يوم الثالث من دجنبر. لكنه أكد على فكرة مركزية: « ما هي القوة المحركة للثورة؟ إن القوة الرئيسية التي طورت الثورة والتي بإمكانها أن تصل بها حتى النهاية هي قوة الجماهير. أنتم، أيها العمال، هم القوة المحركة للثورة وأيضا القوة القادرة على الوصول بها إلى النصر.»
بعد هذا التقديم من طرف آلان، تم تخصيص بعض الوقت لطرح الأسئلة حيث عبر العديد من العمال عن قلقهم بشأن التناقضات المتراكمة داخل الحركة الثورية وسألوا عن رأي آلان بخصوص العديد من القضايا: الحركة التعاونية، الوضع الاقتصادي العالمي وتأثيره على الثورة الفنزويلية. بعض العمال عبروا عن القلق الذي يخامر جماهير العمال من تنامي البيروقراطية والفساد وكذلك عن رغبة الطبقة العاملة في أن تضع نفسها في مقدمة النضال لإنجاز الثورة حتى النهاية.
المخاطر التي تواجه الثورة وكيف يمكن النضال ضدها
شرح آلان أنه لا يمكن فهم الثورة الفنزويلية خارج سياق الوضع العالمي للرأسمالية وأكد على أن الرأسمالية نظام وصل إلى حدوده وهوعاجز عن ضمان ظروف عيش ملائمة للشباب والعمال في أي مكان من الكوكب، بما في ذلك البلدان الرأسمالية القوية.
« يعتقد الإصلاحيون أن مداخيل النفط ستبقى دائما في مستواها الحالي، وهذا سيسمح بتحسين ظروف عيش الجماهير بدون الحاجة إلى مصادرة أملاك الرأسماليين. يعتقدون أنه من الممكن التفاوض مع الرأسماليين والإمبريالية وأنهم سيقبلون بالثورة. لكن كلتا الفكرتان خاطئتان. إن الإمبريالية والرأسماليين لن يقبلوا أبدا بالثورة. والثمن المرتفع للنفط لن يدوم إلى الأبد. فحدوث انهيار كبير في الاقتصاد الأمريكي سوف يحول الازدهار إلى انهيار، سوف يعني بدوره ضربة للاقتصاد الصيني ومعه انخفاض الطلب على النفط وانخفاض سعر النفط. لا يمكننا أن نتوقع متى سوف يحدث هذا، لكنه سوف يحدث. على كل حال، لا يمكن لاقتصاد ما أن يعتمد حصريا على منتوج واحد. إن الحل البديل لمشاكل الشعب الفنزويلي لا يتمثل في الاعتماد على الثمن المرتفع للبترول، بل في إقامة اقتصاد مخطط موجه لخدمة الحاجيات الاجتماعية.»
أكد آلان على أنه من الضروري نزع مقاليد الاقتصاد من يد الرأسماليين ووضعها في يد دولة عمالية ثورية مبنية على الشروط الأربعة للديموقراطية العمالية كما حددها لينين: 1) جميع الموظفين منتخبين مع الحق في عزلهم. ما دام الرئيس خاضعا لإمكانية الاستفتاء لعزله، كذلك يجب أن يكون جميع الموظفين العموميين، في أي وقت. 2) لا يتقاضى أي موظف أجرا أعلى من أجر عامل مؤهل. 3) لا للجيش المنفصل والمعزول عن الشعب، بل الشعب المسلح. 4) أن يتم العمل، في أسرع وقت ممكن، على تولي جميع المهام البيروقراطية من طرف الجميع بالتناوب.
أنهى خطابه بتوجيه تحذير ونداء للعمل إلى جميع الثوريين. « بعد ثماني سنوات من الثورة ليس من المعقول أن تبقى 75% من الأراضي في يد كبار ملاكي الأرض وأن تستمر الأبناك والاحتكارات في السيطرة على الاقتصاد؛ وأن تواصل أمراض من قبيل غياب المأوى والاقتصاد الغير مهيكل والفقر والبطالة، في ضرب المجتمع. إذا ما استمرت هذه الوضعية، إذا لم تحل الثورة هذه المشاكل، والطريقة الوحيدة لحلها تتمثل في تأميم الأبناك والاحتكارات والأرض ووضعها جميعا تحت الرقابة العمالية بهدف سن التخطيط الديموقراطي والاشتراكي للاقتصاد، فإن موازين القوى ستتغير.»
« لا أعرف كم لدينا من الوقت، ستة أشهر، سنة، سنتان...؟ لكن ليس لدينا الكثير من الوقت ويجب علينا أن نتحرك. إن مفتاح الثورة هوأن يواصل الشباب والعمال والفلاحون الذين يرون هذا الخطر السير إلى الأمام والتجمع معا، أن ينتظموا، ليس لبناء حزب جديد أوحركة جديدة، بل لبناء تيار ماركسي داخل الحركة البوليفارية للنضال من أجل هذه الأفكار. هذا هوما يقوم به التيار الماركسي الثوري في فنزويلا وأدعوكم إلى الالتحاق بـ(ت م ث) لتحقيق النصر لهذه الأفكار.»
انتهى هذا الحدث وسط جومن الحماس العظيم. وقد واصل العديد من العمال النقاش بشكل فردي مع آلان حول مختلف المواضيع وقاد الرفيق خورخي باريديس، الذي هوعامل انتخب رئيسا للشركة من طرف زملائه العمال، والصديق القديم لآلان والعضوالقيادي في التيار الماركسي الثوري، جولة داخل المصنع الذي صار يشتغل الآن. شرح خورخي كيف أعاد العمال تشغيل المصنع وأرى آلان الصمامات التي أرسلتها مصفاةPDVSA في باليت وليعاد إصلاحها. هذا هوالعمل الأول الذي سينجزه المصنع المعاد تشغيله تحت رقابة العمال.
أكثر المظاهر إثارة للإعجاب في هذه الزيارة إلى إينفيفال كانت هي التنظيم والانضباط والفخر الذي حضر بها العمال جميع تفاصيل لقاء آلان، نفس الفخر والانضباط البروليتاريين الذين يعتنون بهما كل يوم بجميع تفاصيل المصنع: بدءا بالإنتاج إلى صيانة وتنظيف وتنظيم المصنع. بمجرد ما تدخل إينفيفال تشعر في كل التفاصيل أن المصنع صار مسيرا من طرف العمال أنفسهم. وكما قال آلان في إحدى إشاراته الأخيرة: « مادام العمال قد تمكنوا من تسيير إينفيفال، لماذا سيعجزون عن تسيير المجتمع بأسره؟ »
الأربعاء: 15 نوفمبر 2006
عنوان النص بالإنجليزية:
Successful meeting of Alan Woods with the workers of Inveval