الثورة الفنزويلية طليعة الثورة العالمية
- نشر بتاريخ: 02 آذار/مارس 2006
- الزيارات: 5943
لقد صارت الثورة الفنزويلية مرجعا للثوريين في العالم بأسره. لقد هزمت الحركة الجماهيرية للعمال والشباب العديد من المحاولات المعادية للثورة، التي قادتها الإمبريالية والبرجوازية الفنزويلية. وبعد الانتصار الذي حققته الجماهير خلال الاستفتاء الرئاسي، تضاعفت الرغبة في إنجاز الثورة حتى النهاية. إن مصادرة بعض الشركات التي تم احتلالها من طرف العمال (Inveval وInvepal) والنقاش الدائر حول المشاركة العمالية قد أدخل الطبقة العاملة إلى أهم مرحلة في النضال، بمطالب واقتراحات أكثر فأكثر جسارة.... تتمة
الثورة الفنزويلية طليعة الثورة العالمية
إن عالما آخر ممكن فقط في ظل الاشتراكية
لقد صارت الثورة الفنزويلية مرجعا للثوريين في العالم بأسره. لقد هزمت الحركة الجماهيرية للعمال والشباب العديد من المحاولات المعادية للثورة، التي قادتها الإمبريالية والبرجوازية الفنزويلية. وبعد الانتصار الذي حققته الجماهير خلال الاستفتاء الرئاسي، تضاعفت الرغبة في إنجاز الثورة حتى النهاية. إن مصادرة بعض الشركات التي تم احتلالها من طرف العمال Inveval وInvepal والنقاش الدائر حول المشاركة العمالية (وهو المفهوم الذي تعطى له، أحيانا، مضامين الرقابة العمالية) قد أدخل الطبقة العاملة إلى أهم مرحلة في النضال، بمطالب واقتراحات أكثر فأكثر جسارة.
لقد تم استقبال الدعوة التي وجهها الرئيس تشافيز لبناء الاشتراكية وإلى فتح النقاش حول طبيعة الاشتراكية المنشودة، بحماس من طرف العمال والحركة الشعبية. هذه هي المرة الأولى خلال العقدين الأخيرين (منذ انهيار النظام الستاليني، الذي لم يكن نظاما اشتراكيا بل نظاما بيروقراطيا منحطا) التي نجد فيها قائدا جماهيريا يتحدث عن الاشتراكية، مرة أخرى ونجد الجماهير الشعبية، في مجملها، تنخرط في مهمة تغيير شروط عيشها ووضع حد للبؤس والاستغلال الرأسماليين. إن فنزويلا اليوم هي الخط الأمامي للثورة العالمية. وانتصار الثورة في فنزويلا غير ممكن إلا بالسير بحزم نحو الاشتراكية، أي بالعمل على تأميم ملكية الرأسماليين والاحتكاريين والأبناك والملكيات العقارية الكبيرة ووضعها تحت الرقابة العمالية مما سوف يمكن من تنظيم التخطيط الديموقراطي للاقتصاد. هذا هو الطريق الوحيد لحل مشاكل الشعب العامل والذي سوف يغير بشكل حاسم الوضع في العالم بأسره.
الاشتراكية أو الهمجية
شهدنا خلال العقدين الأخيرين الماضيين، هجوما غير مسبوق للرأسماليين في العالم بأسره، ضد الأفكار الماركسية والاشتراكية وذلك على جميع المستويات السياسية، الاقتصادية والإيديولوجية. لقد تم تقديم الرأسمالية باعتبارها النموذج الوحيد الممكن، وهي الفكرة التي وجدت صدى لها بين صفوف العديد من القادة الإصلاحيين داخل الحركة العمالية.
إن إطالة عمر نظام متعفن، كما هو الآن النظام الرأسمالي، أبعد من حدوده التاريخية، يهدد بإغراق كل الكوكب في الهمجية. إن شعار "الاشتراكية أو الهمجية"، الذي رفعته الثورية الألمانية، روزا لكسمبورغ، منذ ما يزيد عن مائة سنة، يؤكد اليوم صحته. في كل يوم يموت 30.000 طفل بسبب الجوع، بينما يعادل مجموع الثروة الشخصية لثلاثة أغنى أغنياء العالم، قيمة الناتج الداخلي لـ 48 أفقر بلد في العالم.
والخرافة الأخرى التي ظلت الطبقة السائدة تصرفها، طيلة السنوات القليلة الماضية، هي كون النظام الإمبريالي، نظام مطلق القوة وغير قابل للهزيمة. لكن بالرغم من ذلك، إذا ما نحن قمنا بإجراء تحليل ملموس لما يحدث في العالم اليوم، سوف نكتشف العجز التام للإمبريالية عن ترسيخ سيطرتها السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، بالرغم من كل قوتها العسكرية، وضمان الشروط الضرورية لإنتاج وإعادة إنتاج الاستغلال الرأسمالي. إننا نشهد تزايدا مستمرا للسخط الاجتماعي (في كل من البلدان المستعمرة والشبه مستعمرة وكذا في البلدان الرأسمالية المتقدمة)، الذي يبحث لنفسه عن قناة يعبر بها عن نفسه.
تصاعد النضالات ضد الإمبريالية في العالم بأسره
في العراق، وبعد سنتين من الاستعمار، لا تزال مقاومة جماهير إخواننا وأخواتنا، العمال والشباب والفلاحون العراقيون، تمنع الإمبريالية من تطبيق مخططاتها. بعد أكثر من سنتين من بدأ الحرب الاستعمارية، لا تزال الإمبريالية عاجزة عن استخلاص القدر الذي تريده من البترول. كما أن الانطباع الذي حاولت إعطائه، للشعوب والطبقات المضطهدة في العالم بأسره، عن قوتها قد انقلب إلى نقيضه، إذ أنها لم تتمكن من فرض سيطرتها المطلقة حتى في أفغانستان، ذلك البلد الضعيف.
إن النتيجة الرئيسية لجرائم بوش هي تصاعد الانتقادات، في كل مكان من العالم، ضد النظام الرأسمالي وضد سياسات التطهير العرقي والمذابح الإمبريالية، وهي الانتقادات التي بدأت تمتد إلى قلب الولايات المتحدة حيث ترتفع، يوما عن آخر، تحركات إخواننا وأخواتنا العمال والشباب والمضطهَدين، ضد الطغمة المغرقة في الرجعية، القاطنة في البيت الأبيض. وفي أوروبا نفسها، نظم العمال والشباب تحركات جماهيرية وإضرابات عامة في أغلب البلدان، لا سواء ضد الحرب الإمبريالية ولا سوءا ضد سياسة الاقتطاعات التي ينهجها الرأسماليون الأوروبيون. والتي من بينها تلك التحركات التي هزمت واحدا من اشد حلفاء بوش إخلاصا، أي أثنار في إسبانيا أو تلك التي حدثت في إيطاليا، فرنسا واليونان. ويؤكد انتصار موقف "لا" للدستور الأوروبي البرجوازي الرجعي، في كل من فرنسا وهولندا، تزايد المقاومة الشعبية لمخططات الرأسمال.
لكن المكان الذي صارت فيه التحركات الثورية للجماهير مصدر إلهام ومثالا يحتذى بالنسبة للعمال والشباب في العالم بأسره، هو بدون شك، أمريكا اللاتينية وخاصة فنزويلا وبوليفيا. لقد نهضت الجماهير المستغلة على قدميها، من الريو غراندي Rio Grande إلى أرض النار Tierra del fuego، مفجرة لنضالات جماهيرية وموجهة لضربات جدية للإمبريالية. إن الانتصارات الانتخابية التي حققتها، في العديد من البلدان الأمريكية اللاتينية، الأحزاب والحركات المحسوبة على اليسار، تعبر عن الرغبة الشعبية في تغيير المجتمع. وفي بعض الحالات التي أحبط فيها هؤلاء القادة آمال العمال والفلاحين الذين صوتوا لهم، بدأت الاحتجاجات الجماهيرية تنمو مرة أخرى.
في المكسيك، انتهت محاولة منع لوبيز أوبرادور Lopez Obrador من المشاركة في الانتخابات، بالهزيمة بفضل التحرك الجماهيري. وقد أبانت الطبقة العاملة، التي نهضت على رأس جميع المستَغَلين، في الأرجنتين، والإكوادور وبشكل خاص من خلال الأحداث الثورية الأخيرة في بوليفيا، عن رغبتها القوية في النضال. في بوليفيا، لم يستطع جهاز الدولة سحق عمال المناجم وباقي فئات الطبقة العاملة والفلاحين، عندما نهضوا للنضال من أجل تأميم الغاز وأجبروا الحكومات المتوالية (التي حاولت الإمبريالية استخدامها لتطبيق مخططاتها)، على الاستقالة.
لقد ذهب العمال البوليفيون إلى درجة تنظيم Cabildos abiertos وجمعيات جماهيرية شعبية، تشكل جنين دولة عمالية جديدة، شرعية ثورية جديدة مبنية على الجمعيات الجماهيرية للعمال وباقي الشرائح الشعبية في جميع أماكن العمل، والأحياء والمدن. ويجب التنسيق بينها بواسطة مندوبين يُنتخبون (ويمكن إلغاء تفويضهم) إلى جمعية وطنية شعبية ثورية، تعمل على أخذ السلطة وتعويض البرلمان البرجوازي الفاسد وانتخاب حكومة عمال وفلاحين تقوم بتطبيق برنامج اشتراكي. لقد كانت العناصر الأكثر تقدما، واعية بملحاحية تطبيق هذه المهمة لمنع الرأسماليين من المناورة لكي يفرضوا ألاعيبهم الدستورية (جمعية تأسيسية، انتخابات مبكرة...).
من أجل فدرالية اشتراكية لجمهوريات أمريكا اللاتينية!
من أجل فدرالية اشتراكية عالمية!
نفس النقاش الدائر حول كيف يمكن تعويض الدولة البرجوازية، التي نشأت عن الجمهورية الرابعة، بواسطة دولة ثورية حقيقية، يدور الآن في فنزويلا. مئات الآلاف من العمال والشباب شاركوا، في البداية داخل حلقات الحركة البوليفارية، والآن في UBE، ولجان الأرض والجمعيات الشعبية، الخ. إنهم يريدون منع البيروقراطية والرأسماليين من عرقلة بعض من الإجراءات الثورية التي طبقها تشافيز والتأكيد على رغبتهم في المشاركة في جميع القرارات وفي تسيير الدولة.
تحاول البرجوازية الفنزويلية والإمبريالية (بعد الهزيمة التي تكبدوها في الاستفتاء قبل عام) تخريب الاقتصاد وتقويض الأساس الاجتماعي للثورة. إنهم يستعملون لذلك قوتهم الاقتصادية وجهاز الدولة الذي بنوه في الماضي، والذي رغم كونه صار ضعيفا، إلا أنه لم يتم تعويضه بعد بدولة عمالية مبنية على قاعدة الجمعيات الثورية للعمال والجماهير الشعبية. إن هدفهم هو شل جميع المبادرات الثورية، وخلق الفوضى في الاقتصاد، وبث الإحباط في صفوف الجماهير التي تدعم الثورة - كما عملوا في الماضي في الشيلي ونيكاراغوا- ومن ثم يصيروا قادرين على الانتقال إلى الهجوم مجددا وإلحاق الهزيمة بالثورة. إنهم يحاولون الاستناد، في ذلك، على شريحة واسعة من بيروقراطية الدولة، لا تؤمن بالاشتراكية ولا تريد أن تسير الثورة إلى الأمام كما قرر تشافيز وكما تريد الجماهير.
في مواجهة هذه المحاولات لإيقاف الثورة، بدأت قطاعات ثورية من الطبقة العاملة والشباب وفقراء المدن، تحاول الانتظام للنضال من أجل الاشتراكية. إن هذا يعني تأميم الأبناك، والاحتكارات والملكيات العقارية الكبرى ووضعها تحت الرقابة العمالية لتحقيق التخطيط الديموقراطي الاشتراكي للاقتصاد وبناء دولة ثورية على قاعدة الممثلين، المنتخبين – الذين يمكن إلغاء تفويضهم- من طرف التجمعات العمالية في جميع أماكن العمل والأحياء الفقيرة، الخ.
إن سير فنزويلا نحو بناء نظام عمالي ديموقراطي حقيقي، يبدأ في تطبيق الاشتراكية، سوف يكسر عزلة كوبا وسيصير نموذجا ومحرضا للثورة الكوبية. إن انتصارا ثوريا في بلد قريب سوف يؤدي، بالإضافة إلى حتمية امتداده إلى بلدان أمريكية لاتينية أخرى، إلى المزيد من التداخل بين اقتصادي البلدين و سوف يقوي النضال ضد الحصار الإمبريالي ومخططات الرأسماليين لإعادة الرأسمالية إلى الجزيرة. إضافة إلى ذلك سوف يحيي، ويوسع ويعمق من مشاركة الجماهير الكوبية في الدفاع عن الثورة وجميع مؤسساتها.
سوف يكون بناء فدرالية اشتراكية كوبية فنزويلية، هو الخطوة الأولى نحو بناء فدرالية اشتراكية في كل أمريكا اللاتينية، والتي سوف يستقبلها بحماس العمال والشباب في العالم بأسره. إنها سوف لن تعمل فقط على تسريع وتيرة النضالات الجماهيرية الثورية التي نشهدها في أمريكا اللاتينية، لكنها سوف تصير أيضا مثالا يحتذى في العالم بأسره.
إن الشيء الوحيد الذي ينقص الآن في فنزويلا وبوليفيا وفي العديد من البلدان الأخرى، لكي تصير الرغبة الثورية للجماهير حقيقة، هو أن يجتمع المناضلون الأكثر طليعية والعمال والطلبة والفلاحون، الذين يتقاسمون هذه الأفكار، في منظمة ثورية واحدة مسلحة ببرنامج اشتراكي وبالنظرية الماركسية. هذه هي المهمة المركزية في جميع البلدان اليوم.
إن أزمة الرأسمالية، التي تتطور بوتائر مختلفة، تخلق الشروط لحدوث انتفاضات جماهيرية وحركات ثورية في جميع البلدان. لقد صار من الواجب اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، على الماركسيين الثوريين أن ينتظموا في تيار ماركسي أممي واحد للنضال من أجل بناء نظام اشتراكي حقيقي. هذه هي المهمة التي وضعناها على أنفسنا نحن في التيار الماركسي الذي بناه المنظرون الماركسيون تيد غرانت وآلان وودز.
التحق بنا!
نحن ننظم المناضلين الماركسيين الثوريين في القارات الخمس ولدينا حضور في أكثر من 30 بلدا. فرعنا في فنزويلا هو: التيار الماركسي الثوري الذي يصدر جريدة القندس العامل والذي لعب دورا حاسما في النضال من أجل تأميم فينيبال Venepal و CNV. وقد خلقنا مؤخرا، بالتعاون مع عدد من مجموعات الشباب الثوري، منظمة الشباب الاشتراكي الثوري JSR، كما يساهم رفاقنا النقابيون في الجناح الثوري المناضل لنقابة الاتحاد الوطني للعمال UNT، عبر تطويرهم للتيار النقابي اليساري من أجل الاشتراكية TIS. وفي المكسيك لعب رفاقنا مناضلوا الملتانتي El Militante، دورا حاسما في العديد من النضالات العمالية (Locatel وغيرها) وحركات الشباب، من قبيل النضال التاريخي لطلاب الجامعة في إطار UNAM. لقد عملوا على قيادة مجلس الطلاب للدفاع عن التعليم العمومي CEDEP، ودعموا الجناح الماركسي لـ PRD. وفي الأرجنتين والبيرو، يناضل الرفاق في المليتانتي والقوة الاشتراكية اليسارية FIS، من أجل جبهة موحدة للمنضمات الثورية والتي دورها القطع مع النزعة العصبوية والتحول إلى أداة للنضال من أجل الاشتراكية.
في الباكستان، يشكل رفاق تيار The Struggle، الجناح اليساري الماركسي لحزب الشعب وأهم المناضلين النقابيين في البلد، كما أن رفيقنا منصور أحمد، العضو الماركسي المنتخب في البرلمان، يعتبر واحدا من أهم القادة الجماهيريين في الباكستان. يناضل تيار The Struggle من أجل الاشتراكية، ضد الحكومة العسكرية الموالية للإمبريالية وضد الرجعية الأصولية. وفي اسبانيا، خلق رفاقنا مناضلو المليتانتي El Militante، نقابة الطلابSE، التي تعتبر أهم منظمة طلابية في اسبانيا، والتي نظمت النضالات الجماهيرية ضد الحرب الإمبريالية ولعبت دورا متقدما في نضالات السنوات القليلة الماضية ضد حكومة الحزب الشعبي اليمينية. إن مناضلي Falce Martello في إيطاليا يشكلون واحدا من أهم تيارات حزب إعادة التأسيس الشيوعي PRC، وفي بريطانيا وغيرها من البلدان الأوروبية يلعب رفاقنا دورا قياديا في مختلف النقابات و المنظمات الجماهيرية، وينشطون حملة Hands Off Venezuela للتضامن مع الثورة الفنزويلية. لقد لاقت هذه الحملة نجاحا كبيرا وجمعت للثورة الفنزويلية دعم بعض من أهم النقابات في أوروبا، وكذلك دعم آلاف المناضلين النقابيين، وتلقت اعترافا جماهيريا من طرف الرئيس تشافيز.
إذا ما كنت تتفق مع أفكارنا، التحق بنا في النضال من أجل بناء الاشتراكية في العالم بأسره