فيكتور ريوس يتحدث عن فنزويلا
- نشر بتاريخ: 02 آذار/مارس 2006
- الزيارات: 4952
مقتطفات من خطاب الرفيق فيكتور ريوس (مستشار الرئيس تشافيز) حول فنزويلا. ألقاه، أثناء انعقاد الجامعة العالمية، المنظمة من طرف التيار الماركسي الأممي، في برشلونة، خلال صيف 2005...
فيكتور ريوس يتحدث عن فنزويلا:
مقتطفات من خطاب الرفيق فيكتور ريوس Victor Rios، حول فنزويلا. ألقاه، أثناء انعقاد الجامعة العالمية، المنظمة من طرف التيار الماركسي الأممي The International Marxist Tendency، في برشلونة، خلال صيف 2005.
ويعتبر فيكتور ريوس، مناضل محنك في صفوف الحركة الشيوعية الكطلانية والإسبانية. إذ كان قائدا لليسار الموحد الإسباني Izquierda Unida. يدرس في جامعة برشلونة، ويشغل حاليا مهمة مستشار للرئيس تشافيز في كاراكاس.
ويعتبر خطابه حول الأحداث في فنزويلا جد هام، إذ طرح من خلاله بعض الملاحظات المهمة، والتي على رأسها اعترافه بأن ثورة تتطور في هذا البلد الحاسم في أمريكا اللاتينية.
المقتطفات
« أشكركم على دعوتي للمشاركة معكم. وأتوجه بالشكر الخاص لصديقي ألان وودز. لقد أسعدني كثيرا جدا أن نلتقي بعضنا البعض، مرة أخرى. إننا في فنزويلا، نناضل معا للدفاع عن نفس الأفكار والمواقف الرئيسية فيما يخص الثورة في فنزويلا وأمريكا اللاتينية عموما.
إن هذه ليست مجرد مصادفة. إذ عندما نتقاسم نظرية ماركسية مبدئية، حية، نقدية، متفتحة وغير دغمائية، يصير من السهل فهم بعضنا البعض. إنني أعتقد أن التيار الذي تمثلونه، هو الذي يقدم الماركسية التي نحتاج إليها، أي البوصلة للتدخل في السيرورة الثورية. لدينا في فنزويلا صيرورة ثورية، وأود أن أعترف بأن العمل الذي يقوم به رفاقكم في فنزويلا (سواء كانوا فنزويليين أو غير فنزويليين)، عمل هام في ظل الوضعية المعقدة الحالية.
إنني أتفق معكم جميعا في القول بأن هناك ثورة تتطور في فنزويلا. أشير إلى هذا لأن هناك العديد ممن تاهوا بسبب أن ما يحدث لا يتوافق مع تصورهم المسبق لما يجب على الثورة أن تكون عليه. إنني أتفق مع التحاليل التي تقدم على صفحات El militante بخصوص الثورة، ومن ثم لن أتطرق لهذا الموضوع، إذ يمكنكم أن تطلعوا عليه بأنفسكم. ماذا يمكنني أن أضيف إذن؟ ليس الكثير! لكنني أريد أن أثير انتباهكم إلى التناقضين/ المفارقتين اللتان تتطوران وستستمران في الوجود، على الأقل حتى حدود ديسمبر 2006.
على الجبهة الدولية: بقدر ما ترسخ الثورة البوليفارية نفسها في أمريكا اللاتينية، وبقدر ما تعجز الإمبريالية الأمريكية عن عزل فنزويلا، بقدر ما كان يصير خطر التدخل المباشر أكبر- هذه هي المفارقة- وبقدر ما كانت ناجحة بقدر ما صارت الأوضاع أشد خطورة.
وبقدر ما تعمق تطور الثورة وترسخت في فنزويلا، بقدر ما تزايدت المقاومة من داخل فنزويلا، ليس فقط من جانب الرأسماليين ووسائل الإعلام والأوليغارشية، بل أيضا من طرف هؤلاء الذين يريدون "سياسة تشافيزية بدون تشافيز".
هاهي ذي أطروحتي حول الموضوع: من الآن وإلى حدود ديسمبر 2006، سوف تحاول الإمبريالية الأمريكية أن تصفي الثورة، قبل أن تتم إعادة انتخاب تشافيز، خلال ذلك التاريخ، عبر استعمال كل الوسائل الضرورية، لكن خصوصا عبر الاعتماد على القوى الداخلية. لماذا؟ لأربعة أسباب رئيسية. من الواضح أن تشافيز، إذا ما ظل حيا حتى دجنبر 2006، فإنه سوف يفوز بالانتخابات بنسبة ساحقة، بالرغم من تسجيل نسبة عالية للامتناع عن التصويت، خلال الانتخابات الجهوية/ المناطقية، شهر غشت [2005] المقبل والانتخابات العامة للولايات في شهر ديسمبر (بالرغم من ذلك سوف تفوز الأحزاب الموالية لتشافيز بأغلبية مريحة).
سوف يعني هذا:
- إعادة تأكيد شرعية تشافيز الديموقراطية بدون لبس – إذ يستطيع الفوز بسهولة – مما سوف يعني ستة سنوات أخرى من حكمه، وهو ما سيجعل من الصعب وصفه كرئيس لا ديموقراطي.
- تدعيم السياسات الاجتماعية لستة سنوات أخرى.
- تقوية منظمة أوبك والحفاظ على الأسعار العادلة/ العالية للنفط، ستة سنوات أخرى.
- اتخاذ المسار الثوري لمضمون اشتراكي.
هذا هو ما يجعلهم غير قادرين على السماح له بالوصول إلى هذه النقطة. وعليه، يجب علينا أن نكون متأهبين. يجب علينا أن ندعم الصيرورة الحاصلة في فنزويلا، وأن ننظم حملة تضامن دولية قوية، مثل التي نظمها تياركم:Hands Off Venezuela.
يجب ألا يخلو هذا التضامن من النقد: إن أفضل دعم يمكن، للماركسيين الثوريين الأمميين، أن يقدموه هو المساهمة في النقاش حول الأفكار: حول أي نوع من الاشتراكية نريد، طبيعة الثورة المنشودة، وأي ماركسية نريد. إن النقاش حول أي نوع من الاشتراكية نريد، ليس نقاشا نظريا فحسب، بل له جانبه العملي. إن هذا النقاش يخاض بشكل جماهيري في فنزويلا. وهناك النضال العملي ضد البيروقراطية والفساد، اللذان يمكنهما أن يدمرا الصيرورة الثورية.
إن النقاش الدائر حول دور الطبقة العاملة، ليس نقاشا حول وجود الصراع الطبقي من عدمه، إنه مسألة عملية حول كيف ننظم نضال الطبقة العاملة وكيف نطبق التسيير المشترك أو الرقابة.
النقاش حول دور النقابات، أي نوع من النقابات نريد؟ ما هو دور التعاونيات (8000 تعاونية لا تشَغّل بشكل صحيح) وكذا القطاع الاقتصادي الغير رسمي (الذي يشكل 50 % من مجمل الاقتصاد)؟ كيف يمكننا بناء نقابات ثورية في شروطنا الحالية؟ إن رفاقكم، ومن بينهم لويس بريمو، الذي هو أحد أصدقائي وأحد أهم المناضلين النقابيين، يشاركون في هذا النقاش الهام.
ومن بين النقاشات الدائرة، هناك النقاش حول القيادة السياسية لهذه الصيرورة. فمن جهة، لدينا تشافيز الذي يلعب دورا هائلا - وهذا ما لا يمكن التشكيك فيه-. لكن لهذا الدور جوانب إيجابية وجوانب سلبية، كما يعرف جميع الماركسيين الثوريين انطلاقا من التجربة التاريخية.
ثم هناك الأحزاب البرلمانية التي تدعم تشافيز، أي الكتلة من أجل التغيير، المشكلة من العديد من الأحزاب. إنها تعتبر سندا مهما، لكنها ليست الأكثر أهمية. فقط تيار للصراع الطبقي الثوري هو الذي بإمكانه أن يشكل الضمانة لتعميق الصيرورة الثورية، عبر النضال جنبا إلى جنب مع الجماهير.
إن جماهير فنزويلا هم أبطال هذه الصيرورة- الصيرورة مفتوحة والعمال يزدادون وعيا يوما عن يوم بالدور القيادي الذي يتوجب عليهم القيام به، إن مستقبل الثورة يحتاج إلى مشاركة جميع القطاعات الثورية- وهذا ما يجعل من الضرورة، على منظمات من قبيل منظمتكم، أن تساهم في هذه الصيرورة.
هذه بعض مقترحاتي. إن تياركم لديه تقييم رائع للوضع في فنزويلا وأمريكا اللاتينية. وكمجموعة، أنتم تلعبون دورا هاما، وتوازنون، بشكل جيد، بين العقلانية والعاطفة. إلا أننا نريد، أيضا، المساهمة الشخصية للمناضلين- إنني أدعوكم إلى المجيء إلى فنزويلا لمساعدة الثورة- ابعثوا رفاقكم لكي ينخرطوا، بشكل شخصي، لكي يستنشقوا الحياة الجديدة في الممارسة، ويتعلموا ويستفيدوا من الممارسة.إن الاشتراكية ممكنة، يمكننا أن نغير العالم وسوف نبين ذلك في فنزويلا!